لقائي مع الرئيس - شاهد على محاكمة محمد مرسي

في سن التاسعة عشرة، لا زلت أتذكر - بعد عشر سنوات - يوم 4 نوفمبر 2013 بكل تفاصيله. أتذكر محاكمة أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في مصر، الرئيس محمد مرسي . استيقظت في تمام الخامسة صباحًا، متجهًا إلى أكاديمية الشرطة بمدينة نصر، حاملًا تصريحي الأمني، في انتظار دخولي إلى قاعة المحاكمة (الهزلية) مع عدد من الصحفيين المصريين والأجانب. كنت محظوظًا أن أكون شاهدًا على هذه المحكمة، وسط قلة من الصحفيين الذين لا يتجاوز عددهم 70 صحفيًا. إجراءات أمنية مشددة، تفتيش عند البوابة، ثم تفتيش آخر قبل ركوب باص صغير ينقلنا إلى قاعة المحكمة، ثم تفتيش ثالث يُطلب فيه خلع الأحذية، هكذا كانت أجواء المحاكمة: أجواء حذرة، متوترة. دخلت حاملًا دفتري وقلمي إلى قاعة مليئة بتشكيلات من رجال الأمن، وانقطاع تام عن العالم الخارجي لساعات. هتافات من بعض الصحفيين المسيسين داخل القاعة، وشد وجذب بين صحفيين مصريين والصحفي الإنجليزي روبرت فيسك . في الساعة التاسعة صباحًا، دخل د. محمد البلتاجي و د. عصام العريان (رحمه الله) وعدد آخر من قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى القاعة، مبتسمين، رافعين شعار رابعة، ويتحدثون مع بعض الصحفيين بالل...