المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2025

الدم لا حكمة فيه.. حين تتعدد وجوه القاتل باسم الله والمقاومة والسيادة

صورة
 كوني صحفيًا أعمل بشكل يومي أمام الشاشات التي لا تنام، وأشاهد لحظة بلحظة صور القصف، صراخ الأمهات، أنقاض البيوت، رؤوس الأطفال المقطوعة بلا مقدمات، أجد نفسي كل مساء أطرح السؤال ذاته كل يوم هل حقًا هناك حكمة عليا تتطلّب هذا القدر من الدم؟ هل مات هؤلاء لأن الله أراد لنا أن نفهم؟ هل الطفل الذي قُتل تحت الركام كان يجب أن يموت كي “نصبر”؟ هل على الجسد أن يتمزق كي تصحو الروح؟ أي منطق هذا؟ وأي إيمان يُطلب منك أن تصدق أن الله في صف الانفجار لا في صف الحياة؟ ‏كل من يقول لي إن “هذا ابتلاء”، أو “الشهداء اختارهم الله”، أو “النصر قادم لأننا صبرنا على الدم”، لا يعرف الله ولا الضحية.  ‏من قال إن الله يحتاج إلى مجزرة كي يسمع صوته؟ من قال إن الجنة لا تكتمل إلا بجثث الأبرياء؟ من قال إن أمًّا تصرخ فوق طفلها وتقول “بلغت الجنة باكرًا”هي مشهد روحاني؟ هذه ليست عزاء، هذه خيانة مزدوجة: خيانة للضحية، وخيانة لله. ‏من داخل عملي الصحفي، وأنا  أحذف صورًا لا يمكن بثها، وأعيد صياغة العبارات حتى لا “تُجرح مشاعر المشاهد”، أدركت أن إعادة تدوير الخطاب الديني لتجميل القتل، أو السكوت عنه، ليست إيمانًا بل تواطؤ ل...