المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2022

25 يناير 2011 - بداية لم تنتهي!

صورة
في عام 2011، وقبل أيام قليلة من ثورة 25 يناير ، انتهت امتحانات الثانوية الأزهرية. أتذكر حينها كيف بدأت أشعر بالحرية والمسؤولية تجاه بلدي، رغم أنني لم أكن أملك معرفة أو اهتمامًا بالسياسة. أتذكر أيضًا عندما أخبرني صديقي عما سيحدث يوم الثلاثاء، لم نفهم حينها ما الذي يجري، لكن سرعان ما جرت بنا الأقدار لنكون شهود عيان على واحدة من أكثر الفترات الزمنية حرجًا في تاريخ مصر الحديث، وخصوصًا بعد انتقالي مع زملائي إلى القاهرة للدراسة الجامعية، إلى جانب عملي كصحفي في أحد أهم المواقع الإخبارية آنذاك، حيث وثّقت ورصدت بعدستي وأرشفت بنفسي تفاصيل تلك المرحلة. في تلك الأوقات، بدأت في توسيع فهمي السياسي والثوري، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، وتغير كل شيء بسرعة، تحديدًا في عام 2013. لم أكن يومًا جزءًا من أي تيار سياسي أو فصيل، بل كل ما في الأمر أنني كنت أحلم بأن أعيش أنا وأصدقائي وعائلتي في مصر جديدة ، تلك التي استوردناها بدمائنا من عصابة الظلام الفاشية، لنتمتع بديمقراطيتها الوليدة. لكن تلك الأعوام انقضت سريعًا وتبددت الأحلام... مع بداية عام 2014، تحولت مصر إلى سجن لم نكن نتخيله، وأصبح الصديق إما مطار...

في ظل إستراتيجية حقوق الإنسان الأخيرة ... قصص مأساوية وواقع أليم للمعتقلين وأهليهم

صورة
      عبد الله صالح... سجن الوادي الجديد الشاب الذي ترونه أمامكم تم اعتقاله في رمضان 2014 أثناء إفطاره مع والدته، التي كان عائلها الوحيد بعد وفاة والده. كان يبلغ من العمر وقتها 20 عامًا فقط ، وها هو اليوم قد بلغ 28 عامًا وهو لا يزال في السجن، بينما بلغت والدته 70 عامًا وأصيبت مؤخرًا بورم في المخ، ولم تعد قادرة على زيارته. عبد الله ووالدته من بورسعيد ، في أقصى شمال مصر، لكن - وكعادة منظومة "حقوق الإنسان" الجديدة - تم تغريبه منذ تسعة أشهر إلى سجن الوادي الجديد في أقصى الجنوب، دون أي اعتبار لحالة والدته الصحية أو حتى الإنسانية. حاولت والدته زيارته مرة واحدة، لكن من شدة التعب والإرهاق وقعت منها الزيارة في موقف السيارات، وفقدت وعيها ولم تستفق إلا بعد عدة أيام في إحدى المستشفيات! ومنذ تسعة أشهر، لم يحدث بينهما أي اتصال، وعبد الله يتألم معتقدًا أن والدته قد توفيت، خاصة أن أحدًا لا يزوره حتى لا يصدمه بالحقيقة! أما والدته، فقد أرسلت له زيارات وملابس خلال الفترات الماضية، لكن لم يصله منها شيء، فقد تمت سرقتها على أيدي "السادة" الأمناء والضباط في السجن. الآن، كل ما نطلبه...