25 يناير 2011 - بداية لم تنتهي!




في عام 2011، وقبل أيام قليلة من ثورة 25 يناير، انتهت امتحانات الثانوية الأزهرية.

أتذكر حينها كيف بدأت أشعر بالحرية والمسؤولية تجاه بلدي، رغم أنني لم أكن أملك معرفة أو اهتمامًا بالسياسة. أتذكر أيضًا عندما أخبرني صديقي عما سيحدث يوم الثلاثاء، لم نفهم حينها ما الذي يجري، لكن سرعان ما جرت بنا الأقدار لنكون شهود عيان على واحدة من أكثر الفترات الزمنية حرجًا في تاريخ مصر الحديث، وخصوصًا بعد انتقالي مع زملائي إلى القاهرة للدراسة الجامعية، إلى جانب عملي كصحفي في أحد أهم المواقع الإخبارية آنذاك، حيث وثّقت ورصدت بعدستي وأرشفت بنفسي تفاصيل تلك المرحلة.

في تلك الأوقات، بدأت في توسيع فهمي السياسي والثوري، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، وتغير كل شيء بسرعة، تحديدًا في عام 2013.

لم أكن يومًا جزءًا من أي تيار سياسي أو فصيل، بل كل ما في الأمر أنني كنت أحلم بأن أعيش أنا وأصدقائي وعائلتي في مصر جديدة، تلك التي استوردناها بدمائنا من عصابة الظلام الفاشية، لنتمتع بديمقراطيتها الوليدة.

لكن تلك الأعوام انقضت سريعًا وتبددت الأحلام...

مع بداية عام 2014، تحولت مصر إلى سجن لم نكن نتخيله، وأصبح الصديق إما مطاردًا أو مهاجرًا أو معتقلًا أو شهيدًا. هنا، تحول الحلم إلى كابوس. هنا، لم تعد مصر كما كانت، بل صارت أسوأ مما كانت عليه.

أنا عمر السيد حسن حسن الفطايري، أكتب هذه الكلمات وقلبي يعتصر حزنًا على رحيلكم، أصدقائي عبد الرحمن ومحمود. قلبي حزين على حبسِك دون حق يا عمر. عقلي لا يستوعب أنني لم أسمع منك أو عنك شيئًا يا عبد الله منذ سنين، وأنت مختفٍ قسرًا، ولا أراك إلا في أحلامي!

قلبي حزين على وحدتي، على غربتي في عزّ عمر الشباب، بينما أقرب الأصدقاء إما في السجون أو أنهت حياتهم أيدي الديكتاتورية والجهل والعنجهية والظلام.

ولا أنسى أبي الروحي الذي تعلمت منه الكثير، والذي لا ينتهي حبي له، الأستاذ يحيى خلف. ما زلت أحلم بعودة البسمة والأحاديث الشيقة كما كانت قبل سجنك... أراك على خير، في حرية ونصر لثورتنا وبلدنا الغالية.

ورغم كل هذا، أهنئ نفسي بعد 13 عامًا على أعظم وأروع ما شهدته عيناي: ثورة 25 يناير. وقلبي يقول: "يومًا ما، ربما ليس قريبًا، وربما قريبًا جدًا، سأكون هناك في ذلك الميدان – التحرير – وأتذكر أيام غربتي وحزني ووحدتي وفرحي، وأتذكر دائمًا أصدقائي."

قبل أن أختم...
المجد لرفاق المشوار...
كل المجد لمن قال لا في وجه من قالوا نعم!

‏‪#25January‬
‫#ثورة_٢٥_يناير‬

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشتاء في إسطنبول… وحدةٌ وسُخرية تحت سماء كئيبة

السادية السياسية في عهد السيسي.. القمع باسم الله

فرنسيس.. البابا الذي خرج عن النص