المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2025

"لام شمسية".. في قلب الدراما والوجع قصة عن الجروح التي لا نريد أن نراها

صورة
منذ اللحظة الأولى التي طُرح فيها لام شمسية على شاشات التلفاز، كان السؤال يراودنا جميعًا: هل نحن مستعدون لمواجهة ما يعرضه هذا المسلسل؟ هل نحن على استعداد لنفتح الجروح التي طالما تجنبنا الحديث عنها؟ المسلسل لم يكن مجرد عمل درامي آخر. المسلسل دعوة جريئة للمواجهة، لفتح ملفات مؤلمة في المجتمع العربي  وتقديمها على الشاشة دون تزيين أو تبرير. "لام شمسية" يأتي ليكسر الصمت ويكشف ما تحت السطح، موضّحًا أن هناك أمورًا يجب أن تُقال، حتى وإن كان ذلك يعني مواجهة الحقيقة التي نخشى جميعًا أن نتطرق إليها. منذ اللحظة الأولي، الجدل قد بدأ موضوع التحرش الجنسي بالأطفال (Pedophilia)، الذي يرفض المجتمع العربي غالبًا حتى الاعتراف بوجوده، كان هو الميدان الذي اختار لام شمسية أن يخوضه الكثيرون خافوا من الخوض في مثل هذه القضايا، معتبرين أنها مواضيع "محرمة" دراميًا، وأن النقاش حولها قد يسبب ضجة لا نعرف كيف نواجهها إلا أن لام شمسية جاء ليغير هذه القناعة ويثبت أن الدراما ليست مجرد ترفيه، بل أداة حيوية للكشف عن الحقيقة. الرائعة أمينة خليل التي نعرفها بقدرتها على تقديم أدوار تحمل عمقًا إنسانيًا كبيرً...

رسالة صديق.. حقيبة صغيرة وذاكرة لا تُنسى

صورة
  كان لديّ درجٌ خاصّ بي أحتفظ فيه بأشيائي منذ طفولتي، الأشياء التي تحمل قيمةً لي، مثل رسم رسمته أو بطاقة إهداء من شخصٍ عزيزٍ عليّ. كما كنت أهوى جمع العملات القديمة والاحتفاظ بها، مثل القرش المصري أو ٥ ملاليم مصرية، وهي عملات لم تعد متداولة، أو حتى عملاتٍ من زمن المملكة المصرية. هذه أشياء كنت أتمنى لو أخذتها معي، بالإضافة إلى طرحة أمي التي كانت ترتديها للصلاة… تلك الطرحة الوردية التي كنت أشعر باتصالٍ روحيّ بها، أحببتُ دائمًا أن أحتضنها، ألمسها، وأضعها على وجهي دون أن أفكر في سبب تعلّقي بها! لكن عندما كان عليّ الهرب… الرحيل… جاء ذلك فجأة، كما يأتي الموت فجأة لشابٍّ بكامل صحته دون توقّع. في ليلةٍ باردةٍ طويلةٍ، تغيّر كلّ شيء، وكان عليّ أن أغادر فورًا من بورسعيد إلى القاهرة، ولم يكن هناك وقتٌ لأخذ أيّ شيء، ولا حتى الاقتراب من منزلنا، أو إلقاء نظرةٍ أخيرةٍ ولو من بعيد. خرجتُ ذلك اليوم من منزلنا وكأنه يومٌ عادي، على أمل العودة مساءً كأيّ يومٍ آخر، لكن القدر أراد غير ذلك… وحتى هذه اللحظة، لم أعد. لم يكن بالإمكان توديع أيّ شيء أو أيّ أحد، أو أخذ ما كنتُ أتمنى لو استطعت حمله معي. وددتُ لو...

عمرٌ يثقلُه الغياب

صورة
اليوم أتمُّ عامي الثلاثين. ثلاثة عقود مرّت، ولم يكن أيٌّ منها كما تمنّيت. لا احتفال، لا أمنيات، لا كعكة تحمل شموعًا تطفئها أنفاسي المتعبة. فقط عام آخر يضاف إلى أعوامي المنهكة، عام آخر يُراكم الغربة فوق الغربة، والوحدة فوق الوحدة. أنا الآن عالق. بلا جواز سفر، بلا وطن يحتضنني، بلا لغة تربطني بالناس من حولي. أعيش كأنني طيفٌ عابر، لا أثر له، لا اسم، لا مكان. مضى اثنا عشر عامًا منذ أن رأيت أمي، منذ أن شعرتُ بدفء يديها، منذ أن نظرتُ إلى عينيها دون أن يفصل بيننا شاشة باردة. اثنا عشر عامًا من الغياب الذي يأكل القلب، من الانتظار الذي لا ينتهي، من السؤال الذي لا إجابة له: متى تعود الأشياء إلى مكانها؟ أدخل عامي الحادي والثلاثين وأشعر أنني أقترب من شيء لا أعرفه، شيء يشبه النهاية. لم يبقَ الكثير، ليس من العمر، بل من الحلم، من الأمل، من القدرة على الاحتمال. أصبحتُ مرهقًا من التمني، من الترقب، من محاولة النجاة في عالم لا يفتح لي أبوابه. أشتاق لطفولتي، ليس لأنها كانت الأفضل، ولكن لأنها كانت بلا هذا الثقل. كنتُ سعيدًا حين لم أكن أفهم معنى الفقد، لم أكن أعرف كيف يسحقنا الغياب، كيف تلتهمنا المسافات، كيف ...