الجميع يموت.. والانتحار ليس حلالًا لفئة ومحرّمًا على أخرى.. هل نتعلم ويفهمها الجميع ؟
الموت واحد، لكن المجتمع يصرّ على تقسيمه، وكأن الألم يُقاس بالانتماءات، وكأن وجع الإنسان يخضع لتصنيفات تُحدّد من يستحق التعاطف ومن يُلعن حتى بعد رحيله.
رحلت سارة حجازي، بعد معاناة نفسية قاسية، ورحل مصطفى بن محمد وفا، رغم تدينه الشديد، وكلاهما غادر هذا العالم مثقلًا بصراعات داخلية لم يجد لها مخرجًا. لم يكن انتحارهما بسبب ضعف إيمان أو قلة يقين، بل كان نتيجة لألم نفسي عميق، لو عاشه أي شخص آخر لربما انتهى به المطاف في المكان نفسه. لكن كيف نظر الناس إلى رحيلهما؟ البعض ترحّم على مصطفى، لأنه "شاب ظاهرة متدين"، بينما صُبّت اللعنات على سارة، لأنها كانت "مختلفة"، رغم أن الألم الذي عاشته لم يكن أقل قسوة من ألم مصطفى. وكأن الرحمة يجب أن تُمنح ببطاقة تصنيف مسبقة، وكأن المرض النفسي يُفرّق بين الأسماء والمعتقدات والتوجهات. الحقيقة التي يهرب منها كثيرون أن الانتحار ليس مسألة تدين أو عدمه، بل هو وجع داخلي لا يُحتمل، وانهيار نفسي لا يجد يدًا تمتدّ إليه في اللحظة الأخيرة. جميعنا بشر، جميعنا نمر بلحظات ضعف، جميعنا نحتاج إلى التعاطف بدلًا من الأحكام، وإلى الاحتواء بدلًا من الإدانات. فهل نتعلم أن نترحّم على الجميع؟ هل يفهمها الجميع قبل أن نخسر أرواحًا أخرى كانت تنتظر منا قليلًا من الرحمة؟ رحم الله سارة، ورحم الله مصطفى، ورحم كل من غادر هذا العالم ولم يجد فيه ملاذًا آمنًا لروحه.
رحلت سارة حجازي، بعد معاناة نفسية قاسية، ورحل مصطفى بن محمد وفا، رغم تدينه الشديد، وكلاهما غادر هذا العالم مثقلًا بصراعات داخلية لم يجد لها مخرجًا. لم يكن انتحارهما بسبب ضعف إيمان أو قلة يقين، بل كان نتيجة لألم نفسي عميق، لو عاشه أي شخص آخر لربما انتهى به المطاف في المكان نفسه. لكن كيف نظر الناس إلى رحيلهما؟ البعض ترحّم على مصطفى، لأنه "شاب ظاهرة متدين"، بينما صُبّت اللعنات على سارة، لأنها كانت "مختلفة"، رغم أن الألم الذي عاشته لم يكن أقل قسوة من ألم مصطفى. وكأن الرحمة يجب أن تُمنح ببطاقة تصنيف مسبقة، وكأن المرض النفسي يُفرّق بين الأسماء والمعتقدات والتوجهات. الحقيقة التي يهرب منها كثيرون أن الانتحار ليس مسألة تدين أو عدمه، بل هو وجع داخلي لا يُحتمل، وانهيار نفسي لا يجد يدًا تمتدّ إليه في اللحظة الأخيرة. جميعنا بشر، جميعنا نمر بلحظات ضعف، جميعنا نحتاج إلى التعاطف بدلًا من الأحكام، وإلى الاحتواء بدلًا من الإدانات. فهل نتعلم أن نترحّم على الجميع؟ هل يفهمها الجميع قبل أن نخسر أرواحًا أخرى كانت تنتظر منا قليلًا من الرحمة؟ رحم الله سارة، ورحم الله مصطفى، ورحم كل من غادر هذا العالم ولم يجد فيه ملاذًا آمنًا لروحه.
تعليقات
إرسال تعليق